الاثنين، 30 مايو 2016

هولندا

هولندا (بالهولندية: Nederland Ltspkr.pngˈne:dərˌlɑnt) هي دولة تأسيسية تشكل الجزء الأوروبي من مملكة الأراضي المنخفضة (بالهولندية: Koninkrijk der Nederlanden) التي تتكون رسمياً من جزء أوروبي يضم اثنتي عشر مقاطعة، وتقع شمال غرب أوروبا، وجزء كاريبي [ملاحظة 1] يتكون من ثلاث جزر في البحر الكاريبي بأميركا اللاتينية. ويحد الجزء الأوروبي بحر الشمال من ناحيتي الشمال والغرب، وبلجيكا من الجنوب، وألمانيا من الشرق، ويشترك في حدوده البحرية مع كل من بلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة.[14] نظام الحكم في هولندا ديمقراطي برلماني، وعاصمتها الرسمية هي أمستردام،[15] في حين يقع مقر الملك والحكومة في لاهاي.[16] ميناء روتردام هو أكبر ميناء في أوروبا – ويصل حجمه حجم الثلاث موانئ التي تليه مجتمعة – وكان أكبر ميناء في العالم في الفترة بين 1962 و2004.[17] وكثيراً ما يستخدم اسم هولاندا ليشير لكل مملكة الأراضي المنخفضة.
يقع حوالي نصف مساحة أراضي هولندا تحت مستوى سطح البحر في منطقة يقطنها حوالي 21% من إجمالي السكان، بينما يقع نصف أراضيها الآخر في أقل من متر واحد (3.28 قدم) فوق مستوى سطح البحر.[18] وهذه السمة الجغرافية هي التي أعطت للبلاد اسمها: الأراضي المنخفضة (بالهولندية: Nederlanden). معظم الأراضي المنخفضة الواقعة تحت مستوى سطح البحر كانت بفعل الإنسان نتيجة عمليات استخراج الخث (وهو نوع من النباتات المتفحمة) الجائرة التي دامت عدة قرون وعلى نطاق واسع، وعن طريق التجريف حتى في المناطق المغمورة بالفيضانات، مما أدى إلى إنخفاض الأرض عن مستوى سطح البحر. وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي بدأت عمليات استصلاح الأراضي البحرية، وتم الحفاظ على مساحات كبيرة من هذه الأراضي حتى الآن من خلال أنظمة تصريف للمياه بالسدود والقنوات ومحطات الضخ. وتتشكل معظم أراضي هولندا من مصبات ثلاثة أنهار أوروبية مهمة، والتي تشكل مع أفرعها دلتا الراين - الماس - سخيلده. ومعظم مساحة البلاد مسطحة جداً باستثناء بضعة سفوح تلال منفردة في أقصى الجنوب الشرقي، وسلسلة تلالية قليلة الإرتفاع في الأجزاء الوسطى.
وكانت هولندا من أوائل الدول التي عرفت نظام البرلمانات المنتخبة، وهي عضو مؤسس في الإتحاد الأوروبي، ومنطقة اليورو، مجموعة العشرة، وحلف الناتو، ومنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية، والإتحاد الإقتصادي الثلاثي بنلوكس. وتستضيف في أراضيها مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخمس محاكم دولية هي: محكمة التحكيم الدائمة ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، والمحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتقع مقار المحاكم الأربع الأولى في لاهاي تماماً كما هو الحال بالنسبة لمقار وكالة الاستخبارات الجنائية التابعة للاتحاد الأوروبي يوروبول، ووكالة التعاون القضائي الأوروبي يوروجست، مما جعل البعض يطلق على المدينة اسم «عاصمة العالم القانونية».[19]. وهولندا جزء أيضاً من منطقة شنغن.
ولهولندا اقتصاد مختلط قائم على السوق، وتحتل المرتبة 17 بين 177 دولة في مؤشر الحرية الاقتصادية.[20] وهي ثاني أكبر بلد مصدر للمنتجات الغذائية والزراعية في العالم، بعد الولايات المتحدة.[21][22] وتعتبر عاشر دولة في العالم لديها أعلى نسبة لدخل الفرد في العالم (عام 2011) وفي مايو / أيار 2011 تم تصنيفها بأنها الدولة الأكثر سعادة بحسب البيانات التي نشرتها منظمة التعاون والتنمية.[23]

أصل التسمية

غالباً كان يطلق على هولندا في مجملها اسم "هولندا" (Holt land، بمعنى أرض الخشب أو أرض الغابات)، رغم أن هذه تسمية تخص مناطق شمال-هولندا وجنوب هولندا، وهما مقاطعتين من الاثني عشر مقاطعة في البلاد، واللتان كانتا مقاطعة واحدة في السابق، وقبلها كانت كونتية هولندا. وقد ظهرت هذه الكونتية الفرنكية السابقة في الأصل نتيجة حل المملكة الفريزية، وبعد تراجع دوقية برابنت كانت (مقاطعة) هولندا اقتصادياً وسياسياً المقاطعة الأكثر أهمية في المنطقة. وبسبب هذه الأهمية والتركيز على هولندا أثناء الحروب الإنجليزية الهولندية في القرون 17 وال18 استخدمت تسمية هولندا باعتبارها مجازاً جزئياً للبلد بأسرها، وتعتبر تسمية إما غير صحيحة،[24][25] غير رسمية،[26] أو في بعض الأحيان جديرة بالإزدراء، وذلك حسب السياق، ولكنها مقبولة جداً عند الإشارة إلى منتخب هولندا لكرة القدم.[27]
أسماء الأماكن التي تستخدم كلمات Neder (أو lage) ‏، Nieder، وNEDRE (منخفضة أو واطئة) هي أسماء قيد الاستخدام في أماكن مختلفة في البلدان التي يتحدث فيها باللغة الجرمانية، ولها نظيراتها في اللغة الفرنسية واللاتينية كلمات Bas أو أدنى. وهي تستخدم في بعض الأحيان عند مقارنتها بأرض أكثر ارتفاعاً عنها، والتي يشار لها على التوالي أنها Boven ،Oben، أو haut وتعني العليا. وفي حالة البلدان المنخفضة كان الموقع الجغرافي للمنطقة بشكل أو آخر أدنى من المصب وبالقرب من البحر، بينما تغير الموقع الجغرافي للمنطقة العلوية مع مرور الوقت بشكل كبير. وقد ميز الرومان بين المحافظات الرومانية أسفل جرمانيا الصغرى (في الوقت الحاضر جزءاً من بلجيكا وهولندا) والمحافظات الأخرى الأعلى من منطقة جرمانيا الكبرى (في الوقت الحاضر جزءاً من ألمانيا). ويعود تخصيص كلمة "منخفضة" التي تشير إلى المنطقة مرة أخرى إلى دوقية القرن ال10 لورين المنخفضة، التي تغطي الكثير من البلدان المنخفضة.[28][29] ولكن هذه المرة المنطقة المقابلة لها العليا كانت لورين العليا، والتي تقع حالياً في شمال فرنسا. وقد استخدم دوقات بورجوندي، الذين حكموا البلدان المنخفضة في القرن ال15 مصطلح les pays de par deçà (~ الأراضي هنا) للبلدان المنخفضة كمقابل لمصطلح les pays de par delà (~ الأراضي هناك) الذي يشير إلى موطنهم الأصلي: بورجوندي (في الوقت الحاضر تقع بين شرق ووسط فرنسا).[30]

وقد تطورت تسمية Les pays de par deçà تحت حكم عائلة هابسبورج إلى pays d'embas (الأراضي أسفل هنا)،[31] وهو تعبير يتعلق بممتلكات هابسبورغ الأخرى في أوروبا. وقد تمت ترجمته في الوثائق الهولندية الرسمية المعاصرة على هذا النحو "Neder-landen" .[32]ومع ذلك كانت تسمية Niderlant تطلق أيضاً على المنطقة الواقعة بين نهر الميز والراين الأدنى في أواخر العصور الوسطى. وكانت المنطقة المعروفة باسم Oberland (البلد العالية) في هذا السياق تبدأ تقريباً في كولونيا.
ومنذ منتصف القرن السادس عشر كان اسم البلاد الواطئة إلى جانب بلاد الفلاندرز الاسم الأكثر شيوعاً. وقد قسمت حرب الثمانين عاماً (1568-1648) البلدان المنخفضة إلى جمهورية هولندا الشمالية ( BELGICA Foederata باللاتينية، وتعني "اتحاد هولندا") والأراضي المنخفضة الجنوبية (Belgica Regia، وتعني "الملكية الهولندية"). أما تسمية البلدان المنخفضة اليوم فهي تسمية تشمل بلدان هولندا، بلجيكا ولوكسمبورغ. وهي تستخدم مرادفاً للمصطلح الأكثر حياداً والجيوسياسي البنلوكس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق